أضغاث منتصف الليل



اليوم عدت في سيارة أجرة تجري بسرعة كبيرة مئة كيلومتر مئة و خمسون مئتان تطوي الجبال ثم السهول الخضراء ثم الزياتين و الزياتين و الزياتين بلا نهاية ارى فلاحين و فلاحات يحملن أخشابا على ظهورهن أطفالا يلوحون بأيديهم الى السيارات بسعادة تلقائية ريف شاسع ممتد بلا نهاية لا تشوهه عقد المدينة و أمراضها النفسية آه من المدينة شوارع لا تنتهي تمتلأ بالناس يمشون دون توقف الجميع عابس مهموم شارع الحبيب بورقيبة شارع قرطاج شارع مرسيليا شارع الهادي نويرة شوارع شوارع شوارع متروات خضراء، اللص، الدو التروا الكات السانك السيس ثمة مترو آخر وراه سيب هاك الباب يا راس اللحم يا مصطك سيب هاك الساك خبي هاك التلفون نطروهولك حافلات صفراء قدم القدام الوسط فارغ عمال و موظفون مطحونون طلاب جائعون بطالة هائمون روائح كثيرة دزّ و لزّ و عفس المحطة الجاية اهبط مقهى تليها مقهى و بين كل مقهى و مقهى قاعة شاي واحد كابوسين زوز اكسبريس ثلاثة تاي قهاوي فيها الفقراء و أخرى فيها الأغنياء بونجور موسيو بونجور مادام ديراكت كراوسون تيراميسو القهوة بخمسة دنانير كل هذا الجمع له خمس دنانير ليضعها في رشفة قهوة و انا لا املك دينارا واحدا ميتين حق خبزة دينار لايت ثلاثة لاف باكو دخان خمسة لاف طبعان كور في الكلية في الكمبيس مليء بالطلبة طلبة حقوق طلبة هندسة طلبة اقتصاد طلبة علوم طلبة بهايم بهيم مسطك ما تفهم شي معندك وين توصل شهادتك بلها و اشرب ماها سد بيها امسح بيها


موت موتي موتوا


______________________________________________________





اﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻓﻴﻔﺮﻱ .


ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ .


ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ،


ﻏﺪﺍ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺤﺐ، ﺍﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ،ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺮﺋﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﺎﻟﺘﻲ. ﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺑﻌﺸﻘﻬﻢ،ﻭ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﻞ .


ﺗﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭ ﺗﺘﻌﺪﺩ، ﻣﻦ ﺑﺎﻗﺔ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻰ ﻗﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻼﺩﺓ،ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺍﺟﻤﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ


ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻱ ﻟﻘﻴﻤﺘﻬﺎ، ﻫﻜﺬﺍ، ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ، ﺍﻟﻰ ﺭﻗﻢ.


ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺟﻴﺪﺍ ﺍﻧﻨﻲ ﻻ ﺍﻣﻠﻚ ﻣﺎﻻ ﻛﻲ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﻟﻚ ﺍﻱ ﻫﺪﻳﺔ ﺛﻤﻴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ، ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ،ﺁﻛﻞ ﻭ ﺍﺷﺮﺏ، ﻭ ﻟﻮﻻﻙ،


ﻟﻈﻠﻠﺖ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﺍﻳﺎﻣﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ.


ﻳﺤﺰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ،ﻓﺎﻧﺎ ﻻ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﻭﺭﺍﻗﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻻﺧﺮﻳﻦ،ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻭ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﻭ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ، ﺧﺸﻨﺔ ﺍﻟﻤﻠﻤﺲ،ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ.


ﺍﻧﺎ ﻻ ﺍﻣﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﺧﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﺟﻤﻼ ﻭ ﻣﻘﺎﻃﻊ، ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻟﺘﻜﻮّﻥ ﺍﻓﻜﺎﺭﺍ، ﻗﺪ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ


ﻧﻘﻮﺩﺍ ﺍﻥ ﺗﺎﺗﻲ ﺑﻬﺎ.


ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻣﺎﻣﻲ، ﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ، ﻓﺎﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮ، ﺍﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻫﺪﻳﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﺍﻫﺪﻳﻚ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻗﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﻭﻗﻌﺖ


ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ، ﺍﻓﻼ ﻳﺴﻌﺪﻙ ﺫﻟﻚ؟ ﺍﻥ ﻧﺘﺸﺎﺭﻙ ﻧﻔﺲ ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ، ﻭ ﺍﻻﺣﺎﺳﻴﺲ، ﻭ ﺍﻟمﻮﺍﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺭﻕ؟


ﭐﻣﻞ ﺍﻥ ﺗﻔﺮﺣﻲ، ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻣﻔﻠﺲ ﻛﻜﻞ ﻳﻮﻡ،ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺒﻚ.


ﻣﺠﻨﻮﻧﻚ


__________________________________________________________________________________


اذكر انه حين كنا صغارا،كنا نتسلى بالعاب في غاية البساطة،و انها،على بساطتها، كانت اجمل بكثير من تعقيدات اليوم.


كانت الكجة (البيس) لعبة اساسية في حومتنا،تنظم مبارزات طويلة،ترشحات و بطولات،من اجل الظفر بالكجات الثمينة .


كانت كرة القدم ايضا انذاك لا تتطلب انخراطا في اكاديمية رياضية او اكتراء ملعب كاليوم، طوبتان كبيرتان تفيان بالغرض كعوارض ممتازة،كانت مباريات كرة القدم لا تتوقف،بكرة نتشارك ثمنها،و تبيت كل ليلة لدى احدنا .


اذكر ايضا اننا صنعنا سلة لكرة السلة، الى جانب شبكة لكرة اليد. كنا نستمتع بذلك على الرغم من بساطة ما نصنعه،فقد كان انجازا كبيرا بالنسبة لنا.


لم يعلم احد وقتها بالنهايات المريرة التي ستكون، او بجبل الهموم و الخيبات الذي ينتظر كل احد منا.


اتمنى من هذا العالم يوما واحدا و انا طفل،يوما واحدا فقط.


__________________________________





ريتا.


يا أجمل مخلوق في الكون.


انّ كمّ البشاعة الموجود في هذا العالم يضمحّل أمام وجودك، ينكسر و يختفي..شعرك الفاحم كليلة طويلة،عيناك التي أضيع فيهما،شفتاك الصغيرتان كحبّتي كرز شهيّتين..جيدك الغائر و نهداك المتمردان كثائرين صغيرين..


تتهادى ريتا كل يوم من شقتها بنهج بن خلدون الى مدرسة اللغات بشارع الحرية،في مشية عفوية هادئة.. مالذي أتى بك الى هته الربوع؟ أتتركين الشمال الأخضر الجميل، و تأتين هنا، حيث يموت الحلم؟


تحفّك الطيور بظلها ، يموء القطّ تحت قدميك و يلفّ ذيله حوله ، تخفّف الشمس حدّة أشعّتها رفقا بك..و تزيد نسمات الهواء من سرعتها كي تداعب خصلات شعرك..


تمرّين أمامي،كلّ يوم تقريبا،و أنا ألقي الفطائر في الزيت..تتفجّر الفقاعات محدثة ضجيجا..لا تلقين السلام..لا تنظرين اليّ، التقت عينانا مرة صدفة، لجزء من الثانية، فسقط قلبي في الزيت مع الفطائر..


شعري الأغبر،وجهي الملوّن، شفتاي الغليظتان، ملابسي المليئة ببقع الزيت، لن تثير اهتمامك، أنا أمامك كالقط، كالبعوضة،كالفطيرة النيّئة..


مشيت خلف ريتا، راقبت عجيزتها،اقتربت،عطر أصابني بالدوار.


-ماذا تريد؟


-اتبعيني.


-اتركني!


صحيح أنني اغتصبت ريتا، لقد توسلتني أن لا أقتلها.


و لم أقتلها!


______________________________________


عن المدينة و الموت و حبيبتي.


أمور لا طالما أثارت حيرتي..مدينتي.الموت.و أنتِ.


أتشبهني مدينتي أم أشبهها؟ في الحيرة،في التداخل،في محاولة الجمع بين التناقضات،في الطرق الملتوية و المنعرجات التي تنتهي بجدار أمامك.سكيرون مصلون،متسولون أصحاب سيارات فارهة،عاهرات تختفين وراء نقاب. و عفيفات في ماخورنا.تموت مدينتنا و تختنق بالأضداد،مثلي أنا تماما..أو مثلها أنا تماما.


عن المدينة:*


أمشي بين شوارع المدينة،نسيت اليوم أن آخذ معي أقنعتي، أصبح التجول دون أقنعة في الشارع جريمة يعاقب عليها القانون.يجب استعمال قناعين على الأقل في اليوم، والا فستعرض نفسك للمسائلة المجتمعية .


أجلس في المقهى، نتفرج جميعا في التفجيرات على شاشة التلفاز،ككل يوم، ينزع البعض أقنعتهم و يستبدلونها. رأيت احدى النساء تتحول الى رجل، و أحد الرجال يتحول الى ديك،بل دجاجة. يتضاجع اثنان ثم يذهبان سويا الى المسجد، ينتظرهما الله و ملائكته هناك، لا أظن أنهم خرجوا يوما من المسجد.


عن الموت:*


نخاف الموت، نخاف تلك اللحظة التي نتوقف فيها عن الحياة، عن النبض،عن الرؤية، عن الحب.أضن أنني توقفت عن ذلك منذ فترة طويلة، و أنني أتوهم الحياة.هل يعيش البشر على هذا المكان البائس؟


عنك:*


تتجمع فيك كل كبرياء الأنثى، تتعمدين تمريغ أنفي بالأرض، بحاجبيك المهزوزين دوما، ضحكتك الرنانة، و لا مبالاتك.


هل أحببتك و أحببتني و مارسنا الحب؟ أظن أنني أتوهم ذلك أيضا، لأنني حينما استيقظت، لم أجد سوى وسادة سوداء و خصلة من شعرك و رائحت عطرك تملأ المكان..


***


يأتي القطار أخيرا، أصعد به،يغادر المدينة و جزء مني بقي هناك، نبتعد عنها ، نبتعد عنيّ، نبتعد عنك.. يخرج القطار فجأة عن السكة و تسقط العربات في المنحدر، صراخ و عويل و أصوات ارتطام ثم ظلام يلف كل شيئ. أ هو الموت؟






________________________________________________


___________________












الحب صعيب.


العربي يحب سارة من أيامات الليسي.،ملّي قرو مع بعضهم و تحديدا نهارت لي خدملها تمارين الفيزيك.بالأيامات ولى يعرف الي الحب في تونس صعيب،مخنوق، مرّ كالحدج، يتعب أعظم مالمرمة،كي كبر شوية ولّى يدادي و ينادي باش يدبر حق البرومو في البورطابل. و ينجم يكلم سارة في الليل، يسمع صوتها توشوش و هو يتعصر.زاد خدم في قهوة جارهم حمد في الصيف باش عمل الانترنت في دارهم و يولو ينجمو يحكو بالسكايب و الفايس بوك. يشوفها بالفيديو و يضيع في الشعر و الزنود و بلايص أخرين.على طول النهار متمسمر كالصمبة ڨدّام "الأورديناتور" لي شراه مستعمل من عند ولد حومتو بكّار متاع الاعلامية.


العربي و سارة نجحو الباك،فرحو الزرز و شافو الدنيا روز و محلاها.دخلو للجامعة ،هي تقرى تصرّف وهو يقرى ميكانيك خاطرو يحبو برشة و يتمنى يشري كرهبة و يصلحها وحدو نهارت لي تعدم.


مع الأيامات الأمور زادت تعقدت، ولى لازمو يخرّج الطفلة و يعملو قهاوي و يتكيفوا، و هو لازم يخلص بحكم انو هو "الراجل" في الڨعدة، بعد مدّة فاقت بيه سارة يتسلف باش ينجم يقهوج ياخي ولات تخلّص هي أكثر من مرّة و متصبش بزايد ايصونص في كرهبتها.


منجموش نڨولوا الاّ الي الاثنين حبوا بعضهم ببرشة هبلة.خرجوا،هربوا،شطحوا،سمعوا الغنا،نڨّزوا،شفايف سارة كانت تدخّل العربي الجنة كي يبوسهم،و ريحتها كانت تخليه يڨلّع و يطير و يجنح في السماء.


الأعوام تعدات و العربي و سارة كملوا قرايتهم و تخرجوا. الدنيا بدات تكحال و الواقع نحى الماسك لي لابسوا أيامات الغفلة و ورى وجهو الصحيح، عربي ما لڨى ما يعمل بالاجازة متاعو، و مقبلوشو في الماستير خاطرو متلاكش مع أستاذ (بكلمة من أستاذ في المجلس أمسح مات على المرحلة الثالثة) فركس على خدمة في البلايص الكل، عمل مطالب و عدّى مناظرات و شد الصف في السفارات سوايع كالكلب و رجليه حفات.اما سارة خدمت من أول عام في بانكا في المنزه، نص ساعة عالدار.أكهو الدنيا زهورات و شوية معارف.


تعدت السنين و مات الحب، وعرست سارة بولد واحد من معارف باباها، ولد عايلة و ناس كيفها.العربي ولى يخدم في الشوانط و حلمو يلم حق ماستير في جامعة خاصة. هذاكا الحب في تونس، يعيش كالحلمة ،و يوفى فيسع كي نفيقوا منها..

Comments

  1. Casino of choice, blackjack, roulette - Dr. Martin's Disease
    What you need to know about the game 문경 출장샵 of 부산광역 출장안마 roulette, and all you need 출장안마 to know about the casino of choice, 천안 출장마사지 blackjack, 평택 출장마사지 roulette,

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

تحت الضغط

وِحدة

هلع